الإناء المشروخ
قصة رائعة من أمثال الحكم الصينية
الإناء المشروخ : كانت امرأة صينية كبيرة في السن تملك إناءين تنقل بهما الماء ، وهي تربطهما بلوح خشبي على كتفيها.
كان إناءً منهما مشروخًا، والآخر في حالة تامة دون شروخ ودون عيوب أو نقص وفي كل مرة تحمل المرأة الماء
في الإناءين من النهر إلى المنزل ليصل الإناء السليم بالماء جميعًا لا ينقص منه شيء ويصل الإناء المشروخ بنصف الكمية فقط.
واستمر الحال هكذا عامين متواصلين، لثصل المرأة الصينية إلى منزلها بإناء ونصف إناء بسبب الإناء المشروخ .
وبالطبع كان الإناء السليم فخورًا بنفسه ، والإناء المشروخ محتقرًا لعمله . فهو عاجز غير قادر على إتمام عمله كما ينبغي وكما هو مطلوب ومتوقع منه .
وبعد هذه المدة الطويلة من الصمت والصبر قرر الإناء المشروخ أن يخرج عن صمته بعد أن عذبه الإحساس بالعجز والفشل والمرارة واليأس .
خرج عن صمته متألمًا معتذرًا قائلًا لسيدته : ” أنا محرج كثيرًا من نفسي ، فأنا عاجز غير قادر على تحمل المسئولية مقصر في أداء ما هو مطلوب مني كما تحبين بسبب الشرخ الذي أصابني ، والذي يتسبب في تسرب الماء على طول الطريق إلى المنزل ” .
وعندئذً ابتسمت المرأة الصينية الحكيمة وأجابت الإناء المشروخ قائلة
ألم تر الأزهار الجميلة على امتداد الطريق من جانبك بخلاف الجانب الآخر
أنا على علم بحالك ، وعلى علم بالماء الذي يتسرب منك ؛
ولذلك نثرت البذور على امتداد الطريق من ناحيتك لترويها أثناء رحلة عودتك لمنزلي ،
وطول هذه المدة ، ولمدة عامين متواصلين قطفت الأزهار التي أخرجتها لنا ، وزينت بها منزلي .
ما لم تكن بما أنت فيه ما كان لي أن أجد الجمال يزين طريقي ، ويزين منزلي ” .
كل منا يملك صعفًا وسلبيات ، و لكن سلبياتنا وصعفنا ينسج دنيانا بطريقة ممتعة جميلة مثيرة .
لا تخجل من ضعفك …
ولا تخجل من نفسك ، وعلينا أن نرحب ببعضنا البعض بما نحن فيه من شروخ
وسلبيات – الإناء المشروخ – ، ولنطورها ، ونركز على ما هو جميل فينا .
أحبائي حبيباتي الذين يشعرون بالضعف والعجز والخجل من سلبياتهم أنتم الأجمل بما أنتم عليه . أنتم الزهور التي ازدانت بها حياتنا ،
وعلينا جميعًا أن نشتم أريج زهركم ، ونستمتع بما قدمتوه لنا من جمال .
تابعونا على موقع مدينة بدر اليوم
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك مدينة بدر اليوم