جولة وزير الإسكان في ”الشروق – بدر”
كماسح ضوئي جاءت زيارة وزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي لتسليم وحدات مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة الشروق، لتكشف أين يقف جهاز المدينة بقياداته الحالية من خطط التنمية، بل لتكشف أين يقف رئيس الجهاز المهندس نور الدين اسماعيل من موقعه القيادي، وكيف بدا فريق عمله في زيارة هامة ولم تكن مفاجئة بل مرتب لها قبل فترة ليست بالقليلة.
الزيارة التي شهدت توبيخ الوزير لرئيس جهاز الشروق، اعقبها الوزير بجولة “مفاجئة” في مدينة بدر ، لكن الوضع هناك كان أكثر انضباطا وكانت قيادات الجهاز وعلى رأسها المهندس عادل الدسوقي حاضرة وفاعلة في المشهد وبدا الجهاز كتلة واحدة خلف رئيسة، ما انتهي بشكر من الوزير لهم على مجهوداتهم الكبيرة.
في مدينة الشروق، تفقد الوزير وحدات الإسكان الاجتماعي وحيدا بحسب ما تظهره كافة الصور الملتقطة للجولة، وغاب رئيس جهاز الشروق عن مجاورة الوزير، بل عندما تفقد المهندس مصطفي مدبولي الوحدات من الداخل لم يكن بصحبته سوى مستشاره الإعلامي هاني يونس، ورئيس صندوق التمويل العقاري مي عبد الحميد، ومساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة المهندس كمال بهجات، والمهندس صلاح حسن رئيس الجهاز التنفيذي لمشروع الإسكان الاجتماعي ، فيما غاب رئيس جهاز الشروق عن المشهد وغاب معه نائبه للإسكان المهندس عبد اللطيف بشارة أيضاً.
المشهد العام عكس حالة الضيق المسيطرة على الوزير تجاه جهاز الشروق باستماعه إلي رئيس الجهاز على مضض، خاصة وأن هناك ملاحظات سبق وأن طلب الوزير من رئيس الجهاز خلال الزيارة السابقة تلافيها دون جدوى، ومنها سوء حالة الزراعة والمسطحات الخضراء في منطقة العمارات الجديدة والتي بالمناسبة تم تنفيذها والانتهاء منها في عهد قيادات جهاز الشروق السابقة، إلا أن القيادات الحالية فشلت في مجرد الاهتمام بالمسطحات الخضراء.
الوزير زاد ضيقة من ضعف قيادات الجهاز بعد مشاهدته الحالة المتردية للطرق في الحي الرابع، حيث تصادف دخوله المدينة من بوابة 3 على طريق السويس وهي واجهة غير مشرفة للمدينة وكفيلة بأن تدفع الوزير لإقالة رئيس الجهاز فوراً.
لا يوجد فريق عمل فعلي في جهاز الشروق، هذا ما تعكسه الزيارة بشكل واضح، فجميع القيادات بينها حالة من التنافر ترقى إلي حد الكره المتبادل، لا أحد يهتم بدفع عجلة التنمية في المدينة بقدر متابعة مؤامرات الأخرين عليه، الجميع ينتظرون “القدر” وأثناء ذلك توقفت التنمية في المدينة تماما وهربت الاستثمارات انتظارا لقرار في علم الغيب يعيد الحياة للمدينة مرة أخرى.
رئيس جهاز الشروق حاول تبرير موقفه للوزير الذي كان لسان حاله “أنا مش فاضي أسمع مبررات“، في حين تراجع نائبه بشارة خطوات للخلف، ولم يجد الطفل المدلل محمد عادل معاون رئيس الجهاز موقعاً له من الإعراب فهو بلا طعم أو لون أو رائحة.
بعد أن أشار الوزير إلي سوء حالة المسطحات الخضراء وموقع وحدات الإسكان الاجتماعي بشكل عام، تركت باقي القيادات رئيس الجهاز في وجه المدفع وحيداً، وتراجعوا خطوات للخلف، بل إن بعضهم غمرته سعادة عارمة بغضب الوزير وتعنيفه لرئيس الجهاز مؤكدين أنه كبل أيديهم وأرجلهم ومنعهم من العمل وعليه أن يلقى جزاؤه.
الصورة كانت أكثر إشراقا وثقة في مدينة بدر، فالوزير فجأة قرر ان يغادر مدينة الشروق متوجها إلي مدينة بدر، حيث تفقد مشروع الإسكان الاجتماعي هناك مشيدا بحجم الانجاز والعمل في المدينة.
المهندس عادل الدسوقي كان كتفا بكتف مع الوزير، وتفقد معه الوحدات من الداخل يرافقه نائبه عمار سيد ومعاونة أحمد ابراهيم، وبدا الدسوقي ملماً بتفاصيل المشروعات واثقاً في نفسه وفي رجاله عكس نظيره في الشروق، بل انه قدم نوابه المهندسين: عمار سيد نائب رئيس الجهاز للتنفيذ، وعلوى حسن نائبه للمشروعات والعقارية لشرح كافة مراحل العمل للوزير.
طوال الجولة كان رئيس جهاز بدر في المقدمة، وبجواره معاونه المجتهد أحمد إبراهيم أنور، ونائب رئيس الجهاز المهندس خالد رجب، ومشرف التنمية المهندس حمدي هزاع ، ولم يتخفيا عن الأنظار خشية سؤال أو استفسار قد يطرحه الوزير ، بل كانوا في المواجهة فجميعهم واثقون من عملهم.
جانب من جولة الوزير في مدينة بدر
جانب من جولة الوزير في مدينة الشروق